Etablissement | Université d'Oran1 - Ahmed Ben Bella | Affiliation | Département des Sciences Islamique | Auteur | بن سالم, عابد | Directeur de thèse | حمحامي المختار (Docteur) | Filière | Sciences Islamiques: Oussoul El fiqh | Diplôme | Magister | Titre | احتمال الدليل و طرق ترقيته - دراسة نظرية تطبيقية- | Mots clés | القطع و الظن ترقية الظنون إلى القواطع القرائن الاحتمالات العشر الحقيقة و المجاز العموم و الخصوص | Résumé | مقدّمة: إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لّا إله إلّا الله وحده لا شريك له ،وأنّ سيّدنا محمّدا عبده ورسوله .
قال الله تعالى :"يأيّها الذين آمنوا اتّقوا الله حقّ تقاته ولاتموتنّ إلّا وأنتم مسلمون "[آل عمران:102].
وقال تعالى :" يأيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "[الأحزاب:71].
وقال تعالى :"يأيّها النّاس اتقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بثّ منها رجالا كثيرا ونساء واتّقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا". [النساء:1].
أمّا بعد:
إنّ مآخذ المذاهب المختلفة كان سبب اختلاف المختلفين وتجاذب أنظار المجتهدين، ممّا كون ثروة علمية ،وقد اهتمّ بها لفيف من السلف وفريق من الخلف ،واعتبروه الأساس الوحيد للتطور و السعة في هذه الشريعة الخاتمة ،وضمن تلكم المآخذ بابا يشكّل هو الآخر ثروة هائلة ،ومساحة واسعة لاجتهاد العلماء ، واختلاف الآراء ،ألا وهو ألفاظ النصوص الشرعية ،تلك الألفاظ التي كانت الوابل الصّيّب الذي سالت منه أودية الأوّلين بقدرها ،وذلك بسبب ما تحمله من معاني مختلفة ،سواء أكان ذلك في حالة الإفراد أو في حالة التركيب، وبسبب ما تدلّ عليه من معاني من حيث القطع والظنّ ،وما يحتفّ بها من قرائن ؛لأجل هذا جاء هذه المذكرة موسومة بعنوان "احتمال الدليل و طرق ترقيته ـ دراسة نظرية تطبيقيه ـ "وارتأينا أن نقسّمه إلى مبحث تمهيدي وفصلين وخاتمة.
المبحث التمهيدي: ندرس فيه ضبط مصطلحات البحث، ومسألة تعارض العقل مع النقل وآثارها.
أماّ الفصل الأوّل:الاحتمالات الواردة على الدليل.وفيه مبحثان.
المبحث الأول:ورود الاحتمال على الدليل ،أهميته و حكم العمل به ،
المطلب الأول:مفهوم ورود الاحتمال.
المطلب الثاني:حكم العمل بالدليل المحتمل وأهميته.
المبحث الثاني:طرق إثبات ورود الاحتمال على الدليل وعوارضه.
المطلب الأول:طرق إثبات ورود الاحتمال على الدليل.
المطلب الثاني:عوارض الاحتمال.
الفصل الثاني:أثر الاحتمال الطارئ على الدليل.
المبحث الأول:الدّلالة اللفظية بين القطع والظن.
المطلب الأول:الدلالة اللفظية قطعية.
المطلب الثاني:الدلالة اللفظية ظنية.
المطلب الثالث:نوع الخلاف وأثره.
المبحث الثاني:السياق وأثره على المعنى.
أهمية الموضوع:
- إنّ موضوع الاحتمالات الواردة على الدّليل مهمّ, لأنّ معظم أسباب الاختلاف في الأحكام الشّرعية بل حتّى على أصول الدّين راجعة إليه, ممّا يدعو النّاظر في النّصوص الشّرعية الرّجوع إليه واستقصائه, فالإمام ابن رشد الحفيد - رحمه الله – أشار في مقدّمة كتابه البداية والنّهاية إلى أسباب الخلاف وحصرها في ستّة, وكلّها تدور حول دلالة الّلفظ, وما يعتريه من اشتراك وعموم وخصوص, واختلاف وجوه الإعراب, وتّردّد بين الحقيقة والمجاز، وإطلاق وتقييد، وتعارض بين الألفاظ .
- إنّ الموضوع المذكرة له علاقة بالأدلّة وطرق الكشف على الأحكام؛ لذا كان لزاما دراسة هذا الموضوع دراسة استقرائية, خاصّة و أنّ ما ذكر في أسباب الخلاف حول هذا الموضوع ليس كافيا.
- كما يعتبر وسيلة لفهم النّصوص وإدراكها, فمن رام استنطاق النّصوص لابدّ له من معرفة هذه الوسيلة, حتّى يوافق مقصوده مقصود الشّارع .
- إنّ موضوع الباب يتعلّق بكلام مشحون ومقدّس وحمّال أوجه, له علاقة بالنّصوص الشّرعية, لذلك لابدّ من الاحتياط في إدراك مقصود الشرع من اللّفظ، وبدل لهذا المقصود وسائله.
- سدّ باب التّلاعب بمعاني الألفاظ لئلاّ يلج الأدعياء من هذا الباب, فمثلا الشّيعة غرضهم الطعن في الصّحابة - رضي الله عنهم – فإن قيل لهم إنّ الله تعالى وعد المؤمنين بالجنّة وهم قد آمنوا, فيقولون: إنّ الإيمان الذّي هو التّصديق صدر منهم, ولكنّ الشرع نقل هذا اللّفظ إلى الطّاعات فهم صدّقوا وما أطاعوا في أمر الخلافة, فإذا ردّ عليهم أنّ الشرع لم ينقل وبيّن لهم قواعد النّقل سدّ هذا الباب.
- إنّ باب الاجتهاد له علاقة بألفاظ النصوص الشرعية و طريقة حمل هذه الألفاظ على معانيها, فالبحث في هذا الموضوع هو البحث في باب الاجتهاد.
أسباب اختيار الموضوع:
-يعتبر مبحث دلالة الألفاظ من المباحث التي أخذت موضعها في المدونات الأصولية،خاصة فيما يتعلّق بأقسامها ،والخلاف الكائن بين الجمهور والحنفية فيها ،إلاّ أنّ قطعية الألفاظ وظنيتها من المباحث لم تأخذ الحظ الأوفر من الدراسة عند الأصوليين بالرغم من أهمية مسألة الاستدلال في الأصول.
-ظهور طوائف متعدّدة تنكر على كل من خالفها جاهلين قاعدة "لا إنكار في مسائل الخلاف"،وأنّ هذا الخلاف له مسوغاته ؛ذلك لأنّ اللغة حمّالة أوجه ،و كل مجتهد يعمل بما أدّاه إليه اجتهاده بأدّلة اعتمدها ،فاستعنت بالله لإدراك هذا الأمر وتبينه .
- أنّ سبب ظهور المدارس كالتي تدعوا إلى ضرورة التمسك بحرفية النصوص مطلقا ،أو التي تدعو إلى ضرورة المشي مع متطلبات العصر،و التشاحن الواقع بينهم –في نظري – هو عدم إدراكهم لمعنى موارد الاحتمال في الدليل ،ولو وقفوا عند قواعد اللغة ودلالات الألفاظ لما حصل لهم هذا النكير،فجاءت هذه الدراسة لمحاولة للجمع بين هذه المذاهب.
- الحاجة إلى تأصيل الكثير من الأحكام الشرعية :فالأحكام الشرعية لها علاقة بالأدلة ، وكل خلل في هذه الثانية يؤدي إلى خلل في الأولى ،فجاءت هذه الدراسة لتبين متى يحمل هذا اللفظ على ذلك المعنى ؛حتى تكون الحجة أقوى و أقطع .
الإشكالية:
أثناء السنوات الدراسية الأربع درسنا الاستدلالات وما يَرِد عليها من احتمالات أدّت إلى الاختلاف في حكم الأخذ بها ،بالإضافة إلى القواعد التي ذكرت مصطلح الاحتمال، كتلك القاعدة المأثورة عن الإمام الشافعي - رحمه الله – بأنّ "الدليل إذا تطرّق إليه الاحتمال كساه ثوب الإجمال وسقط به الاستدلال " ،فأثيرت إشكالية في نفسي ألا وهي ما حقيقة الاحتمال الوارد على الدلالة وهل يمكن أن نرتقي به إلى القطع؟ ،بالإضافة إلى إشكالات أخرمنها ،ما نوع الدليل الذي يتطرق إليه الاحتمال ،وما هي عوارض الاحتمال ،وما هو أثر الاحتمال الوارد على الدليل،و أثر السياق على المعنى ؟.
الدراسات السابقة :
لم أعثر- فيما أعلم- على دراسات سابقة في هذا الموضوع المطروح إلا ما وجدّته في ثنايا كتب الأصول في باب الدّلالة ،أو في تعرضهم لأسباب الخلاف ،خاصّة وأنّ الأمر يتعلّق بجزئية قطعية اللفظ و ظنيته ،ووجدت رسالة دكتوراه موسومة بـعنوان "الحكم الشرعي بين الأصالة و الثبات "،وتعرّض الباحث في جزئية إلى القطعية والظنية في الدلالة ،وربطها بمرونة الشريعة ،ومذكّرة ماجستير لها علاقة بدلالة الألفاظ، بعنوان منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل، لجابر إدريس علي أمين في سنة( 1998م)، مكتبة الأضواء الرياض، ،بالإضافة إلى دراسات أُخر في دلالات الألفاظ التي تعرّضت إلى تقسيمها بين الجمهور و الأحناف كتفسير النصوص لأديب صالح ،إلا أنّه لم يذكر طرق ترقية الاحتمال.
المنهجية المتّبعة:
إنّ طبيعة البحث تقتضي منّا أن نتبّع المنهج الاستدلالي القائم على ما يأتي:
الاستقراء:حيث أني قمت بتتبع ومقارنة ما وجدته له علاقة بالموضوع، و ذلك من خلال ما كتبه علماء الأصول أو الفقه أو التفسير.
التحليل :بعد قيامي بجمع المادّة وترتبيها وتنظيمها وفق أسس قمت بتحليل الجزئيات المتعلقة بكل مبحث ومناقشتها .
قائمة المصادر و المراجع :
البرهان في أصول الفقه إمام الحرمين أبو المعالي عبد العالي عبد الملك الجويني(ت478هـ).
قواطع الأدلّة السمعاني (ت489).
المستصفى من علم الأصول أبو حامد محمد بن محمد الغزالي (ت505هـ).
المنخول من تعليقات الأصول لحجة الإسلام الغزالي (تـ505هـ).
المحصول في علم أصول الفقه فخر الدّين محمد بن عمر بن الحسين الرازي (ت 606هـ).
التفسير الكبير لفخر الدين الرازي (606هـ).
أساس التقديس لفخر الدّين الرازي (ت606هـ).
الإحكام في أصول الأحكام سيف الدّين أبي الحسن علي بن أبي علي بن محمد الآمدي (ت631هـ).
جوهرة الأصول وتذكرة الفحول لأحمد بن محمد بن الحسين الرصاص (ت656هـ).
شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الأصول أبو العبّاس أحمد بن أبو العلاء القرافي (ت684هـ).
نفائس الأصول في شرح المحصول الإمام القرافي (ت684هـ).
الاحتمالات العشر الإمام القرافي (ت684هـ).
المسوّدة في أصول الفقه شهاب الدّين أبو العباس أحمد بن عبد الغني الحرّاني الدمشقي (ت754هـ).
درء تعارض العقل و النقل تقي الدّين أحمد بن تيمية الحرّاني(728هـ)
مجموع الفتاوى تقي الدّين أحمد بن تيمية الحرّاني(728هـ).
بدائع الفوائد أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية(ت751هـ).
إعلام الموقّعين عن ربّ العالمين ابن قيم الجوزية (751هـ).
رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي (ت771هـ).
الموافقات في أصول الشريعة لأبي إسحاق الشاطبي (792هـ).
شرح التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقه سعد الدّين مسعود بن عمر التفتازاني (ت796هـ).
مقاصد الشريعة الإسلامية الطاهر ابن عاشور.
الخاتمة:
وفي الأخير أقدّم هذه الخطّة لمشروع لايزال فتيا ولم تكتمل أبعاده، إلى اللجنة الموقّرة لتنظر فيه بعين الناقد البصير، وقصد المشورة لقوله تعالى :"وشاورهم في الأمر "ّآل عمران 159".ولهم مني كل التقدير والاحترام ، والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات . | Statut | Signalé |
|