Etablissement | Université d'Alger 2 - Abou el kacem Saâdallah |
Affiliation | Département d'Archéologie |
Auteur | سعد, جهاد عطية |
Directeur de thèse | عبد العزيز لأعرج (Docteur) |
Filière | Archéologie |
Diplôme | Doctorat |
Titre | فن النحت والنقش الآشوري
من 1595الى 612 ( ق .م ) |
Mots clés | علم الآثار وتاريخ الفن |
Résumé | التعريف بالموضوع
لقد كانت حضارة ما بين النهرين في مراحلها التاريخية التي استمرت أكثر من ثلاثة الآف سنة حضارة واحدة غير متجزئة ، ولا يدل تعدد التسميات على اختلاف حضاري إنما يرتبط بالجانب السياسي من قيم حكم وزوال آخر أو من دولة إلى أخرى ، إنما حضارة وادي الرافدين حضارة واحدة متماسكة في التربة والمواقع والمدن ومترابطة الحلقات في التاريخ ، وما المراحل التاريخية للسومريين و الأكاديين و البابليين ثم الأشوريين والكلدانيين إلا وجه واحد لعملة واحدة ، فالسومريون سموا نسبة لمدينة سومر وهم تركوا إرثهم لمن جاء بعدهم ،وفعل الأكاديون بمدينة أكاد نفس الشيء في تركهم ميراثهم للبابليين بمدينة بابل واستفاد الآشوريون في آشور بما تركه لهم البابليون ، وعندما سيطر الكلدانيون على الحكم كانت بابل هي عاصمتهم ، إذا رغم تغيير الحكم من مدينة الى أخرى ، فالشعب هو نفسه والحضارة هي امتداد لهذا الشعب الذي بنى حضارة بدأت منذ حوالي سنة 3200 ق.م الى سنة 539 ق.م . وما تزال أصداؤها وتأثيراتها مستمرة حتى يومنا هذا،
ونستطيع القول أن حضارة وادي الرافدين بمجموعها المتكون مما ذكرناه آنفا من حضارة سومرية ، وأكادية ،وبابلية وآشورية ، تزخر بأنواع كثيرة من الفنون في العمارة والنحت والنقش والخزف .. الخ
وهذه الأنواع من الفنون هي التي شكلت صورة الإبداع الذي ميزَ هذه الحضارة ، وجزء من هذا الإبداع والتميز شكلته الحضارة الآشورية التي كونت إمبراطورية واسعة الأرجاء ، ومن مواضيعها الفنية فن النحت الآشوري الذي شملَ الكثير من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية فضلاً ،عن إرتباطه بالفن المعماري الذي سمي بالنحت المعماري .
تميزت المنحوتات الآشورية بتعدد مواضعها فمنها المنحوتات الكبيرة كالثيران المجنحة، التي ترمز للقوة والحكمة والشجاعة والسمو، التي اشتهرت بها الحضارة الآشورية وعمارتها ومدنها والتي تزخر بها قصور الملوك الآشوريين في مدينة نمرود ونينوى وآشور شمال مابين النهرين ، والذي غدا رمزاً من رموز هذه الحضارة التي تتميز منحوتاتها بالواقعية واستخدام الألوان .
كان للطبيعة الحربية التي نشأ عليها الآشوريون، إنعاس على عقائدهم وطقوس عبادتهم، فآلهتهم ذات صفة حربية ، وهذا ما يتجسد في كبير الآلهة لديهم وهو "آشور" إله الحرب، حيث ُيجسد في رسم محارب قاسي الملامح يحمل العدّة الحربية الكاملة والجاهزة. وفي المرتبة الثانية تأتي منزلة الآلهة "عشتار" زوجة "آشور"، حيث يتم رسمها وفق السمة الحربية ، تحمل السيف والقوس وتضع على كتفها السهام المعدة للقتال مع أنها ُتمثل كسيدة. والواقع أن عبادة الآشوريين لم تتوقف على هذين الإلهين، بل تجاوز ذلك إلى العديد من الآلهة التي احتكوا بها في وادي الرافدين نفسها من خلال احتكاكهم مع الأقوام والثقافات المختلفة التي مرت بالمنطقة ومنهم الاراميين ، وهو ما دفعهم إلى اتخاذ آلهة تلك الأقوام آلهة لهم بحكم ذلك الاحتكاك ومنها على سبيل المثال لا الحصر: " الإله شمش إلى الشمس، والإله سن إله القمر، وآدد ، ونابو إله الهواء ، بعل، مردوخ، إينورتا" .
ويجسد النحت في الحضارة الآشورية في عصورها المختلفة التي دامت أكثر من 500 سنة نشاطات مختلفة ترتبط بالآلهة وطقوس العبادة ، وحركة المجتمع وتفاصيل حياة الملوك ومواضيع البلاط المتمثلة في مشاهد الصيد والانتصارات العسكرية الناتجة عن كثرة الحروب والغزوات التي كانوا يقومون بها . مما أضاف نوع من القوة والقسوة على الأشكال النحتية ، من جهة ومن جهة أخرى كانت مليئة بالأحاسيس العاطفية من خلال مشاهد صيد الأسود وحركاتها ، ويدل مشهد اللبوءة الجريحة على الكثير من المعاني الفنية والجمالية.
ومن المعروف أن المادة الأولية التي أنجزت بها تماثيل كل فترة من فترات حضارة الرافدين تعكس شكل البيئة التي وجدت عليها وكذلك خضوعها لتأثيرات المناخ .
وقد وجدت الحضارة الآشورية في منطقة من شمال الرافدين تتشكل من التلال والجبال مما وفر المادة الأولية المتمثل بالحجارة ، حيث َشيدت المباني وأنجزت التماثيل الكبيرة من حجارة متنوعة وخاصة على مداخل المدن وقصور الملوك الآشوريين. وقد شبه هذا بإنجازات الحضارة الفرعونية في مصر، حيث قامت جميع أعمالها الفنية تقريباً على الحجر، علما أن أنه كان للآشوريين علاقات قوية مع الحضارة المصرية القديمة، حيث أحتل الآشوريون مصر الفرعونية عسكرياً ومارسوا معها التجارة.
وجدت بعض الألواح التي تؤرخ لعهد الملك الآشوري تجلاتبلاسر في حملاته على الساحل الشامي الذي وصل فيه إلى غزة ، ورغم إنه لم يضم فلسطين وفينيقيا إلى مملكته إلا إنه فرض على السكان دفع الجزية. وتتحدث الألواح المسمارية عن علاقة بين كالح( نمرود) وسكان مدينتي صور وصيدا ، وهذا يؤكد لنا انتشار هذه الحضارة وتوسعا إلى مناطق بعيد عن مصر نفسها ، ومن الطبيعي أن يرافق هذا تأثير الفن الآشوري والنحت بالدرجة الأولى، لينتقل إلى الفينيقيين والرومان ،وسنذكر ذلك في فصول البحث .
أهمية الموضوع
مما سبق ذكره يتوضح لنا مقدار وأهمية الفترة الآشورية من مجموع المراحل الحضارية لبلاد الرافدين ، وحيث أن آشور كانت قد ورثت الفنون السومرية والأكدية ، فالفضل يرجع لها في ربط حلقات التطور والإنتشار الفني . لقد تركت لنا هذه الحقبة الكثير من الشواهد والمعالم الأثرية التي تحمل صفات الإبداع والإتقان والتمثيل الواقع للمشاهد والأشخاص. بالإضافة إلى ظهور عناصر فنية أخرى تختلف عن ماسبقها وتتمثل في إبراز المشاعر والأحاسيس على الأشكال النحتية والرسوم .
تتجلى القيمة لفنية والجمالية في النحت الآشوري كونه وريث الحضارات التي تعاقبت على أرض الرافدين ، وكان ثمرة لتطور شكل وطريقة النحت والمواد الخام الداخلة في تكوينه . فظهرت التماثيل بشكل واقعي متقن .وتعبير أنساني عال في المشاهد والحركات
وجسد الآشوريون في نماذجهم كل ما يمثل القوة ، كالأسد والثيران المجنحة ، حتى أن الملك يجسمونه في معظم الأحيان في مظهر عسكري أو أثناء الحرب و الصيد ، ويبرز الآشوري تفاصيل الوجه والعضلات المفتولة للدلالة على القوة ، بينما يسترون بقية الجسم برداء فضفاض ، ومن هذه الفنون الآشورية المنحوتات التي تجسد الفرس ضمن تماثيلهم .
وتعد هذه الخصائص الفنية مظاهر جديدة في فنون الرافدين سوف تترك تأثيراتها الفنية على أساليب النحت والأشكال في الحضارات التي جاءت بعد نهاية العصر الآشوري . ومثال ذلك حضارة الحضر التي وجدت بالقرب من مواقع الآشوريين لأنها تحمل نفس الصفات الآشورية وبتأثيرات بيزنطية .
وهناك الكثير من الشواهد الدالة على انتقال الأشكال الآشورية إلى مراحل تاريخية أخرى كالرومانية والفارسية . وقد سجلت النقوش والصور والتماثيل بنوعيها البارز والمدور وقائع الحياة الأشورية بجميع تفاصيلها ، وجسدت صور الإبداع . حيث شكل النحت المعماري شكلاً جديداً ، وكان هذا جدير بالبحث والدراسة
الإشكالية
كانت الإمبراطورية الآشورية قد ورثت جميع حلقات التطور الحضاري في مجال البناء منذ عصر فجر السلالات إلى العصر الآشوري الحديث ، وامتدت هذه الفترة من 1153 إلى 612 ق.م ، تقريباً ، امتلكت النضوج والرصيد الحضاري والفني ، فكانت متطورة في الإنجازات المعمارية وبناء المدن وتزيين الصروح المعمارية بالنقوش والرسوم والمنحوتات ، ولم بهمل الفنان تفاصيل داخلية كبناء القصر نفسه ، مع مشاهد واقعية لتماثيل تُحمل على قواعد يمكن تحريكها أو تسحب إلى أماكنها على أسطوانات بإشراف الملك نفسه ، وإضافة الهيبة والفخامة على القصور الملكية والمعابد بنحت أشكال فنية هي أقرب إلى الحيوانات الأسطورية وهي على شكل ٍرأس إنسان بجسم ثور، وربما أصبحَ الشكل مزدوجا ًبينَ الشكل البشري والحيواني .
ومن هنا يمكن أن نتصور إشكالية البحث على الوجه التالي :
لقد أقام الآشوريون حياتهم على أسس من القوة والتوسع ، فإلى أي مدى عبرت منحوتاتهم المختلفة على مظاهر القوة ؟ وما هي أنواع المنحوتات والنقوش التي تعامل معها الفنان الآشوري ؟ وما هي المواضيع التي جسدت تلك المظاهر ؟ وكيف تعامل الفنان الآشوري مع المواضيع والعناصر المختلفة فنياً وجمالياً وتقنياً ؟ ما هي المضامين الداخلية والدلالات والرموز التي َضمن بها الفنان الآشوري أعماله الفنية ؟ ما هي الإسهامات الحضارية التي ساهم بها الأشوريون في حضارة وادي الرافدين وفي حضارة المنطقة والحضارة الإنسانية بصفة عامة ؟
طبيعة الدراسات السابقة حول الموضوع
اهتم الباحثون في حضارة وادي الرافدين بصفة عامة وحضارة الآشوريين بصفة خاصة بدراسة الجوانب الفنية لما تتسم به تلك الحضارة من أعمال فنية ومنحوتات كثيرة فضلا عما تتميز به تلك الأعمال من مميزات فنية جمالية من تفاصيل واقعية وحركات مليئة بالحيوية والانفعال والأحاسيس
وجدت أن أغلب الباحثين في موضوع حضارة الرافدين عامة ومنها الآشورية التي يتركز عليها بحثنا تنصب على دراسة الجانب الفني وتتميز حضارة الآشوريين بالأعمال النحتية الكبيرة التي تناولته بحوث كثيرة ، لما يحتويه من تفاصيل واقعية وحركات مليئة بالانفعال والأحاسيس .
وكانت هذه البحوث على شكل مؤلفات ودراسات في علم الجمال والعمارة ، أو إنها على شكل رسائل دراسات عليا ، ومنها دراسات ميدانية مدعمة بالصور.
هيكلة الموضوع
للدخول في بحث هذا الموضوع يجب التطرق أولاً لمجموع الحضارات التي ولدت على أرض الرافدين ، لمعرفة البعد الزماني والمكاني والأصول الحضارية لبحثنا ، وهذه الحضارات كما هو معروف تمتد الى 5000 سنة (ق.م ) أي منذ فجر التاريخ الى العصر الآشوري الحديث .
ويقسم البحث الى أربعة فصول .
الفصل الأول :
بلاد آشور ، وموقعها من بلاد الرافدين جغرافياً وتاريخياً
الفصل الثاني
أنواع المنحوتات والنقوش الآشورية ، ومواضيعها
الفصل الثالث
دراسة النماذج النحتية النقوش الآشورية ، دراسة تقنية وجمالية .
مضامين ورموز الفن الآشوري .
الفصل الرابع
الفن الآشوري ، موقعه بالنسبة لحضارة الرافدين ، تأثيراته الفنية والجمالية في الحضارة الإنسانية .
التعريف ببعض المراجع الهامة ( نقد المراجع )
من المراجع التاريحية التي إعتمدتها في البحث هي:
1- موسوعة حضارة العراق
المتكونة من 12 جزء ، ويتألف كل جزء من مجموعة من البحوث والمقالات يقوم بكتابتها مجموعة من الأساتذة والباحثين العراقيين ، وتتناول هذه البحوث وقائع الحضارة العراقية منذ العصر الحجري موروراً بالعهود السومرية... الى الآشورية ووصلا الى العصر الإسلامي الى العصور الجديثة . وتشكلهذة البحوث تشكيلة من الآراء والتحاليل التي تشكل مراجع الى جميع الإمور الحياتية التي تخص الأقوام التي عاشت على أرض الرافدين .وكل جزء يحتوي على 350 صفحة تقريباً
2- الفن لعراقي القديم ، ( سومر بابل آشور)
تأليف د. ثروت عكاشة ، هذا الكتاب يحتوي على دراسة تفصيلية في تاريخ فن بلاد الرافدين وجمالية الأشكال ، وهو يحتوي على مجموعة من الصور التي تجسد حضارة وآثار الرافدين ، ويتناول أيضاً أدب مابين النهرين من خلال الوثائق والألواح السومرية . وفي فصوله شرح وتفصيل في العمارة والنحت والأختام الإسطوانية ، وقد إعتمدته كمصدر نتيجة لوفرة المعلومات وللاستفادة من مجموعة الصور . مجموع صفحاته 666
3- حضارة العراق وآثاره ، تاريخ مصور
تأليف نيكولاس بوستغيت . ترجمة سمير عبد الرحيم الجلبي
هذا الكتاب واحد من سلسلة كتب صدرت بالإنجليزية عن دار السفير
لتقديم مسح كامل لتاريخ العالم القديم ، ويعتمد بالدرجة الأولى على نتائج البحث الميداني ، ويحتوي على عرض مفصل لآثار منطقة الرافدين وتنقيبات الآثاريين ، ويعتمد الكتاب على النص والصورة في تحليل ووصف المواقع .
إخترت هذا الكتاب لأنه يتناول تاريخ الحضارة العراقية وآثارها .وهومزود بالصور المأخوذة مباشرة من المواقع الأثرية
ويوجد في آخر الكتاب مسرد عربي - إنجليزي لشرح مفردات واسماء وردت في الكتاب نفسه . يحتوي الكتاب على 130 صفحة .
4- بلاد مابين النهرين ، تأليف . ليوأوينهايم ، ترجمة سعدي فيضي عبد الرزاق
يقدم لنا هذا الكتاب صورة واضحة عن حضارة بلاد بابل وبلاد آشور التي اعتمدهما المؤلف للوصول الى صورة كاملة للمختص بدراسة الحضارات . والكتاب يحتوي على الكثير من الشرح والتفصيل في فصوله الستة . وفيه أيضا شرح للحياة الاجتماعية وبناء الإسرة وتكوين المجتمع الذي يكون الحضارة . فهو مصدر مهم في الإطلاع على تفاصيل مفردات حضارة الرافدين .
P.Amiet ,L art et les Grandes Civilization , Paris 1977 . ـ 5
يحتوي هذا الكتاب على دراسات في الفنون التي جاءت بها حضارة الرافدين ومنها الآشورية ، ودو الفنون في انتشارها وتوسعها ، حيث يعرف عن عن انتشار الحضارة الآشورية عن طريق الحروب والغزوات ، لكن مؤلف هذا الكتاب يؤكد على دور الفنون في إنتشار الحضارة وتوسعها . |
Statut | Vérifié |