001031475
100 $a y50
101 $aara
2001 $aفن النحت والنقش الآشوري
من 1595الى 612 ( ق .م )$bressource électronique
210 $aUniversité d'Alger 2 - Abou el kacem Saâdallah : Département d'Archéologie$cUniversité d'Alger 2 - Abou el kacem Saâdallah
328 1$bDoctorat$cArchéologie$eDépartement d'Archéologie , Université d'Alger 2 - Abou el kacem Saâdallah
330 $a التعريف بالموضوع
لقد كانت حضارة ما بين النهرين في مراحلها التاريخية التي استمرت أكثر من ثلاثة الآف سنة حضارة واحدة غير متجزئة ، ولا يدل تعدد التسميات على اختلاف حضاري إنما يرتبط بالجانب السياسي من قيم حكم وزوال آخر أو من دولة إلى أخرى ، إنما حضارة وادي الرافدين حضارة واحدة متماسكة في التربة والمواقع والمدن ومترابطة الحلقات في التاريخ ، وما المراحل التاريخية للسومريين و الأكاديين و البابليين ثم الأشوريين والكلدانيين إلا وجه واحد لعملة واحدة ، فالسومريون سموا نسبة لمدينة سومر وهم تركوا إرثهم لمن جاء بعدهم ،وفعل الأكاديون بمدينة أكاد نفس الشيء في تركهم ميراثهم للبابليين بمدينة بابل واستفاد الآشوريون في آشور بما تركه لهم البابليون ، وعندما سيطر الكلدانيون على الحكم كانت بابل هي عاصمتهم ، إذا رغم تغيير الحكم من مدينة الى أخرى ، فالشعب هو نفسه والحضارة هي امتداد لهذا الشعب الذي بنى حضارة بدأت منذ حوالي سنة 3200 ق.م الى سنة 539 ق.م . وما تزال أصداؤها وتأثيراتها مستمرة حتى يومنا هذا،
ونستطيع القول أن حضارة وادي الرافدين بمجموعها المتكون مما ذكرناه آنفا من حضارة سومرية ، وأكادية ،وبابلية وآشورية ، تزخر بأنواع كثيرة من الفنون في العمارة والنحت والنقش والخزف .. الخ
وهذه الأنواع من الفنون هي التي شكلت صورة الإبداع الذي ميزَ هذه الحضارة ، وجزء من هذا الإبداع والتميز شكلته الحضارة الآشورية التي كونت إمبراطورية واسعة الأرجاء ، ومن مواضيعها الفنية فن النحت الآشوري الذي شملَ الكثير من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية فضلاً ،عن إرتباطه بالفن المعماري الذي سمي بالنحت المعماري .
تميزت المنحوتات الآشورية بتعدد مواضعها فمنها المنحوتات الكبيرة كالثيران المجنحة، التي ترمز للقوة والحكمة والشجاعة والسمو، التي اشتهرت بها الحضارة الآشورية وعمارتها ومدنها والتي تزخر بها قصور الملوك الآشوريين في مدينة نمرود ونينوى وآشور شمال مابين النهرين ، والذي غدا رمزاً من رموز هذه الحضارة التي تتميز منحوتاتها بالواقعية واستخدام الألوان .
كان للطبيعة الحربية التي نشأ عليها الآشوريون، إنعاس على عقائدهم وطقوس عبادتهم، فآلهتهم ذات صفة حربية ، وهذا ما يتجسد في كبير الآلهة لديهم وهو "آشور" إله الحرب، حيث ُيجسد في رسم محارب قاسي الملامح يحمل العدّة الحربية الكاملة والجاهزة. وفي المرتبة الثانية تأتي منزلة الآلهة "عشتار" زوجة "آشور"، حيث يتم رسمها وفق السمة الحربية ، تحمل السيف والقوس وتضع على كتفها السهام المعدة للقتال مع أنها ُتمثل كسيدة. والواقع أن عبادة الآشوريين لم تتوقف على هذين الإلهين، بل تجاوز ذلك إلى العديد من الآلهة التي احتكوا بها في وادي الرافدين نفسها من خلال احتكاكهم مع الأقوام والثقافات المختلفة التي مرت بالمنطقة ومنهم الاراميين ، وهو ما دفعهم إلى اتخاذ آلهة تلك الأقوام آلهة لهم بحكم ذلك الاحتكاك ومنها على سبيل المثال لا الحصر: " الإله شمش إلى الشمس، والإله سن إله القمر، وآدد ، ونابو إله الهواء ، بعل، مردوخ، إينورتا" .
ويجسد النحت في الحضارة الآشورية في عصورها المختلفة التي دامت أكثر من 500 سنة نشاطات مختلفة ترتبط بالآلهة وطقوس العبادة ، وحركة المجتمع وتفاصيل حياة الملوك ومواضيع البلاط المتمثلة في مشاهد الصيد والانتصارات العسكرية الناتجة عن كثرة الحروب والغزوات التي كانوا يقومون بها . مما أضاف نوع من القوة والقسوة على الأشكال النحتية ، من جهة ومن جهة أخرى كانت مليئة بالأحاسيس العاطفية من خلال مشاهد صيد الأسود وحركاتها ، ويدل مشهد اللبوءة الجريحة على الكثير من المعاني الفنية والجمالية.
ومن المعروف أن المادة الأولية التي أنجزت بها تماثيل كل فترة من فترات حضارة الرافدين تعكس شكل البيئة التي وجدت عليها وكذلك خضوعها لتأثيرات المناخ .
وقد وجدت الحضارة الآشورية في منطقة من شمال الرافدين تتشكل من التلال والجبال مما وفر المادة الأولية المتمثل بالحجارة ، حيث َشيدت المباني وأنجزت التماثيل الكبيرة من حجارة متنوعة وخاصة على مداخل المدن وقصور الملوك الآشوريين. وقد شبه هذا بإنجازات الحضارة الفرعونية في مصر، حيث قامت جميع أعمالها الفنية تقريباً على الحجر، علما أن أنه كان للآشوريين علاقات قوية مع الحضارة المصرية القديمة، حيث أحتل الآشوريون مصر الفرعونية عسكرياً ومارسوا معها التجارة.
وجدت بعض الألواح التي تؤرخ لعهد الملك الآشوري تجلاتبلاسر في حملاته على الساحل الشامي الذي وصل فيه إلى غزة ، ورغم إنه لم يضم فلسطين وفينيقيا إلى مملكته إلا إنه فرض على السكان دفع الجزية. وتتحدث الألواح المسمارية عن علاقة بين كالح( نمرود) وسكان مدينتي صور وصيدا ، وهذا يؤكد لنا انتشار هذه الحضارة وتوسعا إلى مناطق بعيد عن مصر نفسها ، ومن الطبيعي أن يرافق هذا تأثير الفن الآشوري والنحت بالدرجة الأولى، لينتقل إلى الفينيقيين والرومان ،وسنذكر ذلك في فصول البحث .
أهمية الموضوع
مما سبق ذكره يتوضح لنا مقدار وأهمية الفترة الآشورية من مجموع المراحل الحضارية لبلاد الرافدين ، وحيث أن آشور كانت قد ورثت الفنون السومرية والأكدية ، فالفضل يرجع لها في ربط حلقات التطور والإنتشار الفني . لقد تركت لنا هذه الحقبة الكثير من الشواهد والمعالم الأثرية التي تحمل صفات الإبداع والإتقان والتمثيل الواقع للمشاهد والأشخاص. بالإضافة إلى ظهور عناصر فنية أخرى تختلف عن ماسبقها وتتمثل في إبراز المشاعر والأحاسيس على الأشكال النحتية والرسوم .
تتجلى القيمة لفنية والجمالية في النحت الآشوري كونه وريث الحضارات التي تعاقبت على أرض الرافدين ، وكان ثمرة لتطور شكل وطريقة النحت والمواد الخام الداخلة في تكوينه . فظهرت التماثيل بشكل واقعي متقن .وتعبير أنساني عال في المشاهد والحركات
وجسد الآشوريون في نماذجهم كل ما يمثل القوة ، كالأسد والثيران المجنحة ، حتى أن الملك يجسمونه في معظم الأحيان في مظهر عسكري أو أثناء الحرب و الصيد ، ويبرز الآشوري تفاصيل الوجه والعضلات المفتولة للدلالة على القوة ، بينما يسترون بقية الجسم برداء فضفاض ، ومن هذه الفنون الآشورية المنحوتات التي تجسد الفرس ضمن تماثيلهم .
وتعد هذه الخصائص الفنية مظاهر جديدة في فنون الرافدين سوف تترك تأثيراتها الفنية على أساليب النحت والأشكال في الحضارات التي جاءت بعد نهاية العصر الآشوري . ومثال ذلك حضارة الحضر التي وجدت بالقرب من مواقع الآشوريين لأنها تحمل نفس الصفات الآشورية وبتأثيرات بيزنطية .
وهناك الكثير من الشواهد الدالة على انتقال الأشكال الآشورية إلى مراحل تاريخية أخرى كالرومانية والفارسية . و
610 $aعلم الآثار وتاريخ الفن
700 $aسعد, جهاد عطية
701 $aArray
801 0$aDZ$bCERIST PNST
901$ac